حوار مع الدموع

موضوع: حوار مع الدموع 2/16/2007, 01:04

جلست وحدي في ذلك الركن حزين
أسترجع خاطرة لقلب مات وعاش بأنين
لكي أترك عنان دموعاً تنهمر على الخدين
وتغسل ما أصاب نفسي بعد ذلك الحين
وسألتني أدموعي ما بالي...؟
وما الذي أصابني...؟
فتعجبت وعجبت منها وأجبتها !

أيا أدموعي أنني أبكيه ومالي ببكائه ببديل
أيا أدموعي أنني متحسر على موته وأنت الدليل
أيا أدموعي أنني نادم على ما مضى من كثير وقليل
أيا أدموعي واه أسفاه على قلب مات من غير كفيل
أيا أدموعي أنني أبكيه ونادم أني تركته عليل
أيا أدموعي لقد غادروه وتركوه مثل القتيل
أيا أدموعي لقد أحرقوه وأشعلوا في نبضاته الفتيل
أيا أدموعي لقد شاهد ورقات عمره تتساقط كالسيل

أتعلمي كم جرحني يوم فارقته في ملحمة العذاب
أتعلمي كم ألامني نظرة العاجز في عينيه يوم ملحمة العذاب
أتعلمي كم بت أبكيه وأرثيه حتى آخر لحظه في ملحمة العذاب
أتعلمي كم مره انتشلني من زورق العذاب
أتعلمي كم حذرني أن لابد من يوم يأتي غدر الأحباب
أتعلمي كم علمني وفهمني عن تسلق الأصحاب
أتعلمي انه نبهني من الوقوع بعالم السراب
أتعلمي انه تنبأ بيوم تفرق الأنساب
وتعلمي انه كان على علم بأنهم لن يأخذوا بالأسباب
وكان على يقين بأنهم سوف يتركوه حزين وسط العذاب

لقد كان يحكي لي ما لديه وأنا لم أنصت له
لقد كان يترجاني أن لا أتركه وحده مع جرحه
لقد كان تحمل ما لم يتحمله قلباً من قبله
لقد كان يلتمس التوقف عن حياته
لقد كان يتمنى يوم فراقه
ولم أهتم له
ولم أقدره
ولم أكون بعونه

وها أنا ادفع الثمن منك يا أدموع العينى
فكيف لكي تسأليني ما بالي
آلا تعلمي أنني فقد الغالي
وذهب عني سلطاني ومالي
وذهب من كان له بيوم الدلالي
وأستشهد سيد المقام العالي
فكيف تبتغي أن تكفكفي يا أدموعي
أرجوك لا تتوقفي بل أكملي
عسى أنك تساعديني على خطاي
وتمحي ذلك الألم بداخلي
وحاولي في يوم رسم البسمة على شفاهي
ولن ترتسم طالما ذهب شهيد ألعذابى

أوعدك يا غالي أنني لن أنساك
وأتحدث عنك وعن قصة قواك
وأرفع رأسي لو قالوا أنه كان في يوم هُناك
وأفتخر لو لم يكن لهم حديثاً سواك
وسوف أعلمهم أن معنى القلوب هوا معناك
وسترى يوم يردد الكون فيه أسمك ويتبع قصة وفاء هواك